دموع.......شهد بقلم:أحمد الحارون بقلم:أحمد الحارون
تلبانة_المنصورة
فى سكونِ ِ ليل .... وعلى حياءٍ.... طرقت كلماتُها عيونى ,وكنت أظنها جاءتتغازلنى ,أو تلين رباط عشقٍ قيدتنى فيه .... فجرحت .... وأدمت الفؤاد.وسكبت دموعاً تشعر فى حرارتها وكأنما تنورٌ فار بعد طول غليان...هرب شعاعالنوم الذىتوسد مقلتى
كانت كل ُ كلمة بمثابة ِ سكين ٍ...أو مديةٍ لا نصل لها....طعنات تلوطعنات...جلدتنى بسياط ِدموعها وكنت أظنها شهداً...فأبقت فى النفس لوعةومرارة لم أتذوقها من قبل....جاءت دموعُ غزة ترمينى بالخيانة ...وتغزل ثوبخيانة لأرتديه على مقت ٍ....فأبيت
أهٍ من طعنة الأخ ِ وقسوة ِ المعشوق ِوجرح الصديق....لا مبضع ٌ يداوى أنذاك....ولا دواء يُشفى البتة.
رمتنى بالخيانة .... ولها محرابٌ فى أعماقى أصلى فيه ....وأرممُ فيه ما ينهدُ
فكل ُْ ليل دونها مظلمٌ كواكبه......أهٍ حين يرمى رجل ٌ مختمرةً بالسفور وبالدعارة
هكذا كان وقع دموع غزة علىَْ وأشد ...فما أصعب الحكم وأقساه إن لم يسبقه مداولة او رد
كرهت ُ كلماتى ...كفرت ُ بقلمى.....مزقت ُ بعض اوراقى ...فلربما مثلها كثيرٌ يرمينى خيانةً
دون أن أدرى ....ومداد قلمى عاهدنى أن يحيا يدافع عن وطنى الكبير..... الذى فى همومه أحيا
قلت لها يا دموع الحبيبة ...أنت لم تفهمى قصدى.....فأنا عكس ما تظنينوأقسمت.... فأعيدى قراءتى من جديد .........وحاولت أن أعطر يدى ولو بدمعةمنها فأبت
يا سيدتى كُلنا كَلْمَى ...كلنا مكرهون...ننفذ مشيئة الإنسانية ومشيئة القدر
والقانون فى مثل حالتنا هذه.....يعدل بظلم ...ويصرف الناس من خوف الله....إلى خوف الحاكم ....فأنت ِ يا دموع غزة حباك الله لشرف الدفاع عن القضيةالنبيلة....اختصك الله دون سائر أهل الأرض...فمنكم من قضى نحبه...ومن منينتظر...كشفت عن ساقيها...لأرى إصابتها ....فغضتُ....قالت لا بأسانظر...فتشجعت...قلت لها هذه باقة حب يرسلها المولى للقد
كنا نغبطكم فى حصاركم ...ويتمنى ندى ترابكم كل ذى قلب
أنتم حقاٌ أحرار وكل ما سواكم محاصرون...فى أجسادهم يثًْاقلون...مع شيطانهم وأدرانهم يعبثون....
يا دموع غزة.... الدنيا عالم واحد لكل من فيها....لكن دائرة النفس والفكروالمنهج والسلوك هى لصاحبها عالمه وملكوته....فالحرُْ السعيدُ من استقر فىعالم ِ فكرته ....ومنهجه يحكم فيه كالملك ....وان كان تحت الحصار....والشقىُْ المحاصر من ينظر إلى عوالم الغير ...يقلد هذا...ينافقهذا...يحابى هذا.....فلا فكرة تأويه ...ولا منهج يحكمه....فيصيركالأجنبىفى غير بلده وإن بدا ملكاً أمام الغير.....إن كل شئ ٍْ يصبح أجنبيا وحصاراعلى الإنسان مادام هو أجنبيا عن نفسه وفكره وسلوكه ودينه
أعلم أنك مجروحة ....لكن جرح الأمة اعمقُ بعمق ِ حدود الأمة وأفرادها
فمن يرضى بما حدث لكم ولم يبذل المستطاع فهو الخاسر...أما من تاجر وزايد عليكم فلا أعلم فى مفردات اللغة كلمة تصف قبح جرمه
حين يسكن مقلتك يا غزة رجال ينبعثون من حدود فضائلهم ودينهم...لا من حدودأنفسهم وشهواتها...فاعلمى .....أنك تذرفين شهدا لا دمعا....إن من يسكنجفونك يا غزة هم العقل الجديد فى قلب الأمة....فهم: اعتادوا عبادة الأعضاءالتى تورث طهارة وانضباطا.....واعتادوا عبادة القلب التى تورثُ طهارةالسريرة والنماء....واعتادوا عبادة النفس التى تورثُ بذلها فى سبيل كل خير
ستظل فلسطين عذراء يا غزة حتى تتزوج حريتها على يد هؤلاء ساكنى عينيكِوتنجب جيلا يغسل كل دنس الأرض بإذن الله....لك الحق أن تفخرى بهم ....فأناأظن الشمس تشرق الأن عليهم فتحدث عليكِ صفاءً اللؤلؤ وإشراقةالياقوت...يتأمله الجميع ويتعلمه
فهذا النور الذى فى الوجود ...هو حظ غزة ورجالها...أما ما عداهم فأسبابالحياة التى يكدحون وراءها....هى نفسها ستتحول إلى أسباب مرض...ثم أسبابموت ....ثم إلى ؟؟؟؟؟التاريخ غير مأسوفى عليهم....
أما عندكم فأسباب الحياة تفضى إلى استشهاد....أو إلى يقظة تُخرج من عينيكِ دعوى بقاء واستمرار
فإن لم يكن البحرفلا أمل فى لؤلؤ
وإن لم يكن النجم فلا أمل فى شعاع
وإن لم تكن زهرات الورد فلا أمل فى أريجه
وإن لم تكن الشمس فلا ضياء ولا حياة
وإن لم تروى غزة أرضها بالشهد فلا جهاد ولا قضية
فحماس الفكرة الفا من نِزار ........ٌ
وسعيدٌ فتنا لم يمت
وسعيد ٌمن مات عليها صائما
وهنا جفت دموع غزة وتركتنى أتوسد... أحلم....
فى دموع شهد
أقصد دموع غزة